أكّدت المزادات التي تنظمها كل من “كريستيز” لندن و”كريستيز” الشرق الأوسط، مجدداً، استمرار جاذبية الأعمال الفنية المصرية لدى المهتمين من جامعي المقتنيات الفنية من الأفراد والمؤسسات في أنحاء العالم، وذلك تأكيداً للدور الحيوي الذي يلعبه الفن المصري في مشهد الفنون الإقليمي والعالمي.
ومن المقرر أن تقيم “كريستيز”، الشهر المقبل، ندوة نقاشية حول المسيرة الفنية الإبداعية في مصر، والممتدة من الحقبة القديمة إلى الحديثة والمعاصرة. ويشارك في الندوة كل من نادين عبدالغفار المؤسِّسة لشركة “آرت دي إيجبت” للاستشارات والخدمات الفنية، وأمنية البر الباحثة في شركة “في آند إيه”، ورمزي دلول جامع المقتنيات الفنية والمؤسس لمؤسسة دلّول للفنون. وتنعقد الندوة بدعم من المجلس الثقافي البريطاني يوم الثلاثاء 7 مايو في مقر “كريستيز” بكينغ ستريت في العاصمة البريطانية لندن.
ويبحث مختصون في الفنون في الوقت الحالي عن أعمال فنية من الشرق الأوسط، بينها أعمال من روائع الفن المصري، وذلك بعد النجاح الذي حققه مزاد “كريستيز” في دبي، الذي وضع عدداً من الأعمال الفنية المصرية في دائرة الضوء، ومن أبرزها لوحة Contre le mur للفنان المصري رمسيس يونان (1913-1966)، وهي لوحة تعود للعام 1944 وكانت تملكها عائلة الفنان، قبل أن تحقق سعراً في المزاد بلغ 387,500 دولار، في حين كان السعر التقديري يتراوح بين 100,000 و150,000 دولار فقط.
وتشكّل اللوحة أحد الأعمال السوريالية للفنان الذي يُعتبر من الرواد المؤسسين لجماعة الفن والحرية، وهو رسام وروائي وناقد أدبي ومترجم، رفع شعار “يحيا الفن المنحط” في البيان الذي دعا لإقامة جماعة الفن والحرية، التي شكّلت بفكرها وحراكها ثورة فنية واسعة في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي.
كذلك برزت لوحة تحضيرية نادرة ولكنها مكتملة رسمها بالفحم الفنان المصري الشهير عبدالهادي الجزار. وبيعت اللوحة المسمّاة “عالم الحب” والتي رسمت العام 1952، مقابل 112,500 دولار في مزاد دبي الذي أقيم في مارس الماضي. وجسّد عمل الجزار مسألة “الحبّ” في سياق مصري مُدرجاً خلاله رموزاً وتفاصيل إضافية لوضع المشهد في سرد مصري خالص.
وحققت ستة أعمال بيعت لفنانين مصريين منذ العام 2010 أرقاماً قياسية عالمية وحظيت بإشادات دولية.
وتشمل الأرقام القياسية العالمية الجديرة بالملاحظة والتي حققتها الأعمال الفنية المصرية التي بيعت في مزادات خلال العقد الماضي، لوحة “ليلة الحنة” للفنان حامد ندا، والتي بيعت بمبلغ 602,500 دولار في العام 2010، الذي شهد أيضاً بيع لوحة “الدراويش” لمحمود سعيد مقابل 2,546,500 دولار، مسجلة رقماً قياسياً عالمياً للأعمال الفنية الشرق أوسطية. وشهد العامان 2014 و2015، على التوالي، بيع لوحة “حفر قناة السويس” لعبدالهادي الجزار مقابل 1,023,750 دولاراً ولوحة “فرحة النوبة” للفنانة تحية حليم، والتي بيعت مقابل 749,000 دولار. وقد بيعت لوحة “العبور” لحامد عويس في “كريستيز” مقابل 605,000 دولار في العام 2016 بسعر فاق التوقعات بكثير.
وقالت هالة خياط، مدير إدارة الفنون وكبيرة الأخصائيين لدى دار مزادات كريستيز في الشرق الأوسط، إن الفنانين المصريين ظلّوا باستمرار يحققون أرقاماً قياسية لأسعار أعمالهم الفنية المباعة في مزادات “كريستيز”، “ما يسلّط الضوء على استمرار الطلب على الأعمال التي يُبدعها هؤلاء الأساتذة الحداثيين”، وأضافت: “من المنتظر أن يتناول النقاش المرتقب في ندوة “كريستيز” بلندن تطور المشهد الفني في مصر، موضحاً الاهتمام العالمي المتزايد بالأعمال الفنية القادمة من هذه السوق الحيوية، سواء منها الأعمال القديمة أو المعاصرة”.