أكد تقرير صادر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بأبوظبي أن العلاقات السعودية –الإماراتية تشكل ضمانة قوية للحفاظ على أسس الأمن والاستقرار في المنطقة، فالتقدير المتبادل بين قيادتي الدولتين، والتنسيق المستمر بينهما، وما يتبنيانه من مواقف مشتركة إزاء مجمل القضايا الإقليمية والدولية، يبعث برسالة قوية إلى أصحاب الأجندات المشبوهة ومروجي الشائعات ومثيري الفتن بأن هذه العلاقات راسخة وستزداد متانة بمرور الأيام، وأن محاولات هؤلاء الخبيثة للوقيعة بين الدولتين سيكون مآلها الفشل والخيبة، لأن مصير الدولتين واحد وآمال شعبيهما واحدة.
واشار التقرير تحت عنوان “التنسيق السعودي الإماراتي ضمانة للأمن والاستقرار في المنطقة” ان ميليشيا الحوثي الإرهابية، وداعموها في الخارج، وبعض المنابر الإعلامية المحرضة، حاولو خلال الأيام الماضية توظيف الأحداث التي شهدتها مدينة عدن لصالح أجندتهم المشبوهة، والترويج لشائعات مغرضة بخصوص وجود خلافات داخل التحالف العربي في اليمن، لكن تعامل السعودية والإمارات الحكيم والهادئ والمتزن في التعاطي مع هذه الأحداث، ونجاحهما في توحيد مواقف القوى السياسية اليمنية، كان أبلغ رد على هؤلاء، وأكد للجميع حرص الدولتين على وحدة اليمن واستقراراه، وأن دول التحالف العربي ستواصل دعمها لقوات الشرعية اليمنية من أجل تحقيق الهدف الرئيسي والمتمثل في هزيمة ميليشيا الحوثي الإرهابية، والحفاظ على وحدة اليمن واستقراره، وهذا ما عبر عنه بوضوح وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، مؤخراً في تغريدات عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، بقوله: “من الضروري التأكيد لأصحاب الفتن، ولمحبي التصيّد في المياه العكرة، أن الموقف الإماراتي مرآة للتوجه السعودي، نبني شراكة استراتيجية تشمل أزمة اليمن وتتجاوزها”.
وأضاف التقرير أنه حينما يقال إن العلاقات الإماراتية – السعودية تمثل نموذجاً فريداً للعلاقات بين الأشقاء، فإن هذا لم يأتِ من فراغ، وإنما من تقدير عميق ومتبادل بين قيادتي الدولتين، وحرص مشترك على الارتقاء بمسار العلاقات الثنائية في المجالات كافة، وكذلك من إرادة سياسية موحدة تنعكس في مواقفهما المشتركة إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية، ومن جهودهما الفاعلة التي أسهمت، ولا تزال، في تعزيز أسس الأمن والاستقرار في المنطقة، والتصدي لأطماع الأطراف الخارجية، ولمشروعاتها الهدامة التي تستهدف نشر الفوضى وإثارة القلق وعدم الاستقرار في دول المنطقة، والعمل في الوقت ذاته على مساعدة شعوب المنطقة على تحقيق تطلعاتها في البناء والتنمية والاستقرار.
وذكر التقرير : “ولعل الدعم الإنساني والإنمائي الذي تقدمه الدولتان لليمن الشقيق منذ انطلاق عملية إعادة الأمل في اليمن، وحتى وقتنا الراهن، يبرهن بوضوح أن هدفهما الرئيسي ليس فقط دعم الشرعية الدستورية والحفاظ على وحدة اليمن، واحترام سيادته واستقلاله، ورفض التدخل في شؤونه الداخلية من قبل أي أطراف خارجية، وإنما العمل أيضاً على مساعدة الشعب اليمني الشقيق ليتجاوز التحديات التي تواجهه على المستويات كافة، الإنسانية والتنموية والأمنية، ووضعه على طريق البناء والتعمير والاستقرار الشامل”.
وأكد التقرير أن دور التحالف العربي التاريخي في اليمن، بقيادة المملكة العربية السعودية، وبدعم دولة الإمارات العربية المتحدة، سيظل خالداً في ذاكرة الأمتين العربية والإسلامية، ليس فقط لأنه ينحاز إلى إرادة الشعب اليمني وينتصر للشرعية، وإنما لأنه أيضاً تصدى بحسم للمخططات الخارجية التي تستهدف العبث بأمن واستقرار شعوب المنطقة، وأجهض المحاولات التي كانت تستهدف تحويل اليمن إلى ثغرة تهدد الأمن الخليجي والعربي بوجه عام.
واوضح التقرير “ولعل الكلمات المأثورة لولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال تأديته واجب العزاء في اثنين من شهداء الوطن الأبرار خلال العام 2015، والتي قال فيها: (إن تضحيات شهدائنا ودماءهم الزكية هي أبلغ رسالة بأننا لا نساوم على أمننا واستقرارنا وسلامة شعوبنا، وبأننا سنواجه، بتعاون الأشقاء، بكل حزم كل المخططات والأطماع والتحديات المحيطة)، تؤكد ذلك بوضوح”.
واختتم التقرير بإن التطورات التي شهدتها المنطقة خلال الآونة الأخيرة أثبتت أن التنسيق السعودي – الإماراتي يظل أهم عوامل الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، وخاصة أن هذا التنسيق لا يقتصر على تبني المواقف المشتركة إزاء أزمات وقضايا المنطقة المختلفة وحسب، بل يترجَم إلى مبادرات عملية وتحركات على الأرض تتصدى لمصادر الخطر والتهديد التي تواجه دول المنطقة من ناحية، وتعزز من أسس الأمن والاستقرار فيها من ناحية أخرى.