تقول أخصائية التربية والمستشارة النفسية والأسرية الدكتورة ياسمين الخالدي: أن ثقافة الادخار هي نظام لتحسين جودة الحياة والمعيشة لنا ولأولادنا ولأسرنا، نظام يضمن بعد أمر الله سبحانة وتعالى الحماية من ظروف الحياة ومفاجاءات الظروف وصدعات الحياة في الازمات المالية (الغير متوقعة) التي نحتاج فيها للمال بشدة وضرورة لمعالجة الوضع، او قد يظهر أهميته في مرحلة ما بعد سن التقاعد عندما يستخدم المال المدخر في ايجاد مردود رائع يساهم في توفير حياة كريمة آمنة للمتقاعد وعائلته.
خطوات بسيطة
كما نعرف من المهم والضروري تثقيف الأطفال عن مفهوم المال وأهميته وذلك لبناء وتطوير الوعي المالي لديهم منذ الصغر مما يساعدهم على التخطيط الفعال واتخاذ قرارات مالية أفضل عندما يكبرون
وهناك بعض الطرق التي تساعد في تنمية ثقافة الإدخار و المال لدى الاطفال :
- بدء حوار مفتوح حول المال و أهميته في الحياة
- تحديد مصروف منتظم
- اعداد خطة توفير بسيطة
- تتبع ومراقبة المصروفات
- كن قدوة
- مشاركة اولادك معك في القرارات المالية
- تقديم الحوافز و التعزيز الايجابي للطفل
- إعداد قائمة بالأمنيات و الاشياء التي يتمناها الطفل
- ممارسة الالعاب المالية
المصروف اليومي
يبدأ الأنسان بالتعرف على المال و طريقة التعامل معه منذ سن الطفولة لذا وجب توجيه الطفل الى الطريق الأمثل و الأفضل للتعامل مع المال و يعتبر (مصروف الطفل ) أفضل طريقة للبدء بتعليمه عن كيفية (إدارة المال) لان ذلك سيكون من مصروفه الشخصي وجيبه الخاص … حيث أن مصروف الطفل الشخصي يعد مجال للتدريب النفسي و التربوي وتدريبه عملياً على أخلاقيات المجتمع في البذل والعطاء . . . إن الفائدة التي يجنيها الطفل من (المصروف) سيشعر منذ الصغر بأستقلاليته و يكتشف و يستشعر بنفسه معنى قيمة (الادخار) ويجب تدريب الطفل مبكراً في كيفية استخدام النقود التي معه كي يشعر بالارتياح و الاعتماد على النفس و الاستقلال لتنمية (قوة الشخصية ) لديه .
وتعد افضل طريقة ليتعلم الطفل (إدارة المال ) هي تخصيص (مصروف ثابت ) له ..كما أن دخول الطفل المدرسة يعد أفضل (توقيت) للبدء في تعليمه كيفية استخدامه للنقود و ادارة مصروفه الشخصي و غالباً ما يكون ذلك (البدء) لعمر (5-6) سنوات على ان يعطى مصروفاً مناسباً لاحتياجاته في ذلك السن …كذلك أن زيادة مصروف الطفل بعد فترات متباعدة وحسب تقدمه الإدراكي و العمري من الامور التي ترفع معنوياته و تعزز ثقته بنفسه .
اختيار القدوة
بالتأكيد أن اساليب التوجية و الأدخار التي يتبعها الوالدان لتعزيز سلوك الإدخار لن تكون نافعة ومجدية (إلا) اذا كان سلوك الأباء في (الادارة المالية) جلياً وواضحاً امام اولادهم فبوادرالتعلم الاولى تبدا من الاتجاه و السلوك المتبع و المتعارف عليه في المنزل وغرس مبدأ و سلوك التوفير و الأدخار يجب ان يوجد في الأباء (أولاً ) قبل غرسه و تعزيزه في الابناء .. والا لن تكون هذه التربية مثمرة ومفيدة لهم فتعليمنا لأولادنا (فلذات اكبادنا) يبدأ من أنفسنا وذواتنا.
حساب الإدخار
إنّ إنشاء حساب توفير مخصص للأطفال منذُ الصغر و ذلك بهدف غرس ثقافة الإدخار في عقول الاطفال تتيح لهم التحلي بحس المسؤولية المالية و كيفية إدارة المصروفات منذ سن مبكرة .. تشجع الأطفال على الإدخار حتى يتسنى لهم تحقيق طموحاتهم في المستقبل … و ذلك بتشجيعهم بأعتبارهم ( الجيل القادم ) الذي سيشارك بدون شك بدور محوري في المستقبل و تزويده بالخبرة اللازمة في إدارة شوؤنه المالية منذ الصغر لمساعدتهم على اكتساب المهارات اللازمة التي تمكنهم من تحقيق احلامهم ، طموحاتهم عند بلوغ سن الرشد .
تحديد المسؤولية
بعض الخطوات و الاستنراتيجيات التي ننصح بأستخدامها مع الأطفال أهمها (تعريفهم ) بأن المال يؤخذ مقابل = ( عمل ) ( و نتيجة ) لمجهود نبذله و لكي نقوم بذلك فلا بد من تكليف الأبناء بمهام أضافية تناسب مراحلهم العمرية ثم نكافئهم على إنجازها … بالأضافة الى اهمية تعليمهم كيفية الادخار من مصروفهم اليومي . و ما حصلوا عليه في المناسبات و الأعياد ، و تعليمهم أنّ المال وجدَ لكي نحسن استخدامه في ما ينفعنا و في ما نحن فعلاً بجاجة اليه .. اي تعليمهم ايضاً كيفية ( ادارة المصروفات ) .
العمر المناسب
برأيي الشخصي الوقت المناسب لإعطاء الطفل المصروف – يعتمد على مستوى النضج لديه و قدرته على القيام بالعَّد و العمليات الحسابية البسيطة و تقدير و تخمين أسعار بعض الأشياء التي يود شراءها، و مدى مقاومته أي أغراء قد يتعرض له لبعض المأكولات و الالعاب الخ …. التي يجب ( الا ) يقوم بشراءها .. و غالباً ما يكون عمر الطفل في الفترة ما بين (8-10 ) سنوات مناسباً ليبدأ بالتعامل مع مصروفه الشخصي .
الذكاء المالي
زيادة مصروف الطفل بلا ( ظوابط ) تنعكس – وبالاً – عليه و خصوصاً في كبره و هذا لا يبني (شخصية) الطفل بطريقة إيجابية سوية ، بل ينتج طفلاً أنانياً متطلباً لا يعرف سوى ما يريده يجب أن ينُفَّذ ، كما إن الافراط في العطاء المادي للطفل ، قد يدفعةُ إلى أنتهاج سلوك غير قانوني و الإنحراف كالسرقة في الكبر اذا لم تتحقق رغباته.
نصائح للأهل
لتنمية الثقافة المالية للطفل اجعله يتعرف على اسس الإنفاق و الإدخار المالي و مقارنة الأسعار و حساب قيمة الأشياء بشكل يومي و بما يتناسب مع أعمارهم .
( من المهم على كل أسرة أن تلقن أطفالها دائماً أن المال ( وسيلة ) نهيء بها لأنفُسنا حياه كريمة، ونستغني بها عن الحاجة للأخرين .. و نتعفف بها عما في ايدي الناس و نتقرب بأنفاقها في وجوه الخير الى الله تعالى و ليست ( غاية ) ذاتها و أن هناك من الاشياء العظيمة لا يستطيع المال شراءها و أن هناك أشياء لا تباع و لا تقدر بثمن كالفضيلة و الشرف و الصدق و سمعة الأنسان ) و التربية السليمة نحو ترشيد الاستهلاك و حسن الانفاق .