الشارقة ،أحمد الشناوي
افتتح سعادة عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة ، بحضور الأستاذ محمد إبراهيم القصير المنسق العام لمهرجان الفنون الإسلامية ومدير إدارة الشؤون الثقافية بالدائرة ، والأستاذ مروان السركال المدير التنفيذي في هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)،ضمن فعاليات مهرجان الفنون الإسلامية الدورة العشرون / أثر، معرض ” الحروف بين النجوم ” للفنان تيمو ناصري – ألمانيا ، وجدارية جرافيتي للفنانين محمد عبدالعزيز ومجدي الكفراوي – مصر، وذلك بالتعاون مع مركز مراياللفنون، وذلك في مركز مرايا للفنون في القصباء بالشارقة ، صباح اليوم الخميس الموافق 14/12/2018م، حضر الافتتاح جمع من الفنانين المشاركين في المهرجان والإعلاميين الضيوف ، وموظفي الدائرة ، ومرتادي القصباء.
في هذه المعارض الثلاثة يستمتع المشاهد بتفسير كل من الفنانين الثلاثة ثيمة ” أثر” ، وتعبيره الخاص الإبداعي عنها ، فتستكشف أعمال الفنان تيمو ناصري ” الحروف بين النجوم ” عن مفاهيم الهيكلة والتجزؤ انطلاقاً من العلوم التاريخية والهندسية للعالم الإسلامي، مستلهماً سلسلة الأحرف المفقودة، الهاجس الكبير لدى الخطاط العربي ابن مقلة. ويطرح ناصري نظريته حول إيجاد ابن مقلة تلك الأحرف في كوكبة من النجوم، ومن أجل العثور عليها، يُعيد ناصري بناء النجوم فوق بغداد، مستخدماً أدوات القياس الفلكية من تلك الفترة، محاولاً استنباط أشكال الحروف من تلك الخرائط. ونتاج هذا الاشتغال الفني هو سلسلة أعمال تحاول فهم الكون والنظم الكبرى للنجوم، اعتماداً على العلوم الرياضية. كما يضم العرض سلسلة من الرسومات والقطع المتطابقة، مبعِداً المتلقي عن الشعور بالاحتواء، بتجزيء البيئة، ليسلط الضوء على إشكالية الفهم الشامل لهذه النُظم. وقد نفذ ناصري هذه الأعمال يدوياً بالحبر الأبيض على ورق أسود، كممارسة لفهم بناء المقرنص في العمارة الإسلامية. فيخلق أنماطاً متفردة تتوسّع بلا حدود، ومن ثم يحوّل ناصري هذه الرسومات إلى مقرنصات مرة أخرى ضمن سلسلته.
وُلِد تيمو ناصري في برلين لأم ألمانية وأب إيراني. بدأ حياته الفنية كمصوّر، ثم انتقل إلى العمل في مجال النحت. إن نشاطه الفني جامع للتراث الثقافي الإسلامي والغربي، وتعّد بعض الذكريات والنماذج العالمية ذات التوصيف الرياضي واللغوي، والحقائق الداخلية للشكل والإيقاع، مصدر إلهام له. حصل على جائزة بريكس سار فيرنغاس للفنانين الشباب 2006، وجائزة أبراج كابيتال للفنون في الإمارات العربية المتحدة 2011. أقام ناصري العديد من المعارض الفردية، كما شارك في عدد من المعارض الجماعية.
أما جدارية الفنانينمحمد عبد العزيزو مجدي الكفرواي ، فتعبر عن الجمال المطلق بلغةتعبيرية تتخذ من فن الجرافيتي نافذة لها، بالاستعانة بالشعر العربي صوغاً بصرياً بخط عربي أصيل ليتصدرالجدارية، وتتشكل بالتالي فسحة جمالية يتأثر من خلالها ذوق الجمهور وشغفهم بالجمال. وتبرز الجدارية أن للحرف العربي طاقاته المعبرة عن النفس وحالاتها فأغلب الأعمال الفنية بالحرف والخط العربي أصبحت تحمل معاني ورسائل ولم يقتصر تناول الحرف على استعراض جمالياته، فتتخذ الحروفية العربية اتجاهها الجديد بهذا المعنى، الأمر الذي له بالغ الأثر في إيصال أفكار وحالات تستعصي ربما على الكلمات.
والمتابع لحركة الفن التشكيلي وبشكل خاص الجرافيتي وفن الشارع، يجد أن الحرف العربي يتصدر الكثير من المباني والميادين عربية وغربية. غير أن بنية الحرف العربي لها تأثيرها الواضح في الناطقين بلغات أجنبية، ذلك بفعل الاشتغال البصري الذي يتناول الحرف برؤى تشكيلية معاصرة تستنهض طاقاته الجمالية، من هنا ندرك أثر الحرف العربي في آليات التلقي.
كما ظهر الاهتمام البالغ في العمل بتقديم الفن الإسلامي بشكل من المواءمة مع الحداثة في الفن، وتقوم الجدارية على استخدام المفردات الإسلامية بشكلها المعروف أو بإيماءات بصرية توحي بوجودها، من خلال استغلال خامات مختلفة متعارف عليها، مثل الأرابيسك والخيامية وغيرها، في عمل ضخم يجمع بين الجرافيتي والجداري
الفنان محمد عبد العزيز حاصل على بكالوريوس فنون في كلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان في القاهرة، أقام أول معرض له مع مجموعة من الفنانين بعنوان “الحرف الرشيق” في القاهرة. شارك في معرض “فن الكتابة على الجدران بالعربية” في متحف البرغامون، بألمانيا. صمّم العديد من الشعارات والملامح البصرية لشركات وهيئات داخل مصر وخارجها. شارك في معرض “3 أحرف” في نيوكاسل بإنجلترا، وأقام فيها معرضاً فردياً بعنوان “الأحرف الراقصة”. شارك في المهرجان الإفريقي الصيني في القاهرة.
مجدي الكفراوي عضو نقابة الفنانين التشكيليين في مصر وعضو نقابة الصحفيين فيها، وهو عضو أتيليه القاهرة للكتاب والفنانين، وهو رسام ومحرر صحفي بمؤسسة روز اليوسف، حاصل على بكالوريوس في التربية الفنية، شارك في العديد من المعارض والتظاهرات الفنية الدولية وأقام عدداً من المعارض الفردية التي تعكس صورة واضحة لمراحل تجربته الفنية، والكفراوي يرصد الروح الإنسانية بتجلياتها المختلفة لنرى التشخيص حاضراً في أعماله، وخصوصاً المرأة التي يعبر من خلالها عن الحالات الإنسانية وانفعالاتها وقيمها وأسرارها الدفينة.