أخذ المصور العالمي غابرييل ويكبولد زوار المهرجان الدولي للتصوير إكسبوجر2019 في رحلة بصرية تطغى عليها رؤيته الفلسفية حول علاقة الإنسان بمحيطه حيث نجح خلال جلسة حملت عنوان ” دلالات جديدة للتصوير المعاصر” في تحويل سؤال الهوية الإنسانية إلى مشروع تجريبي يطرح إشكاليات علاقة الإنسان المعاصر بالطبيعة والتحولات التي يحدثها الزمن على الوجوه.
وفي مجموعته التي حملت عنوان “سذاجة” قدم ويكبولد مجموعة من الصور التي تعالج مفهوم علاقة الإنسان بالطبيعة حيث تضمنت الصور لقطات متنوعة لوجوه يوحدها اللون الأبيض وتزين كلاً منها قطعة من خيرات الأرض كالفاكهة والخضار.
وفي مجموعة أخرى بعنوان ” من دون عيوب” قدم ويكبولد موقفه المعارض لمحاولات تجميل صور البورتريه بغرض محو أثر للشيخوخة أو لعيوب في الوجوه، بما يعكس الهوس بالجمال الخارق وخوف الإنسان المعاصر من التقدم في العمر.”
أما في مجموعة “أنا متصل إلكترونياً” فكشف غابريل ويكبولد عما وصفه بحالة “الاختناق الإلكتروني” الذي يعيشه الإنسان المعاصر عارضاً على جمهور إكسبوجر مجموعة صور لوجوه تلفها خيوط متشابكة تعبيراً عن شبكة الإنترنت. وتساءل ويكبولد: “أصبحنا نخترع لأنفسنا أقنعة وحقائق لا تمت لواقعنا بصلة، نحن مرتبطون إلى حد كبير بواقع افتراضي ولدينا شبكة من العلاقات مع أناس لا نعرفهم شخصياً لكننا نعرف كل شيء عن حياتهم الشخصية.”
وعن مجموعته المعروضة في “إكسبوجر” لغاية 22 سبتمبر الجاري قال: “أريد أن أقول إن السعادة تنبع من الداخل ، يوجه وما نحتاجه حقًا هو النظر في داخل أنفسنا.” وفي جمعه بين تقنيات التصوير المختلفة والبناء التقليدي للصورة تظهر مجموعته وجوهاً ينبثق منها الضوء بألوان مبهرة حتى تغيب الملامح العادية.
وعن هذه السلسلة من الصور قال ويكبولد: “عندما نتواصل بعمق مع طاقتنا الحيوية، ندرك أن في داخلنا عالم واسع من الاحتمالات. هذا ما دفعني إلى البحث عن أساليب مختلفة لتجسيد هذا الضوء الذي ينبع من جوهر الإنسان مهما كان شكله الخارجي”.
وأضاف: ” إن البشر مزيج واسع من العواطف والانفعالات التي يلخصها الوجه بتكويناته الجمالية”. ولدى سؤاله عن مجموعته المقبلة، قال: “علي أن أذهب عميقاً في داخلي، لأتأمل وأتألم حتى أستطيع أن أبتكر فناً يحمل بصمتي الخاصة”.