من اليابان إلى الأندلس فأستراليا ومالي والنرويج، تنقل مصور رحلات السفر فيليب لي هارفي في مهمات لرصد أجمل اللقطات الخاصة بالإعلانات وأغلفة المجلات.
وعلى منصة المهرجان الدولي للتصوير إكسبوجر 2019 كشف المصور العالمي كيف تمرس في فن التركيز على الهدف من الصورة، فأصبحت المساحة السلبية في كل صوره هي السر في قبول الشركات لإبداعاته.
“لا تنس الهدف” عنوان اختصر فيه هارفي محاور جلسته في الدورة الرابعة من إكسبوجر واستعرض خلاصة عشرين عاماً من عمله لنخبة من المجلات الفاخرة ووكالات الإعلان. وأبرز هارفي تحديات استخدام الكاميرا في ظروف مناخية أو بيئية صعبة، مستعرضاً صوراً متنوعة في زواياها كاشفاً عن موضع الكاميرا على الثلج حيناً وعلى حقل من القمح أحياناً من أجل أن تعكس الصورة رسالة معينة وتخدم الهدف من رصد المشهد.
” التناقضات هي السمة الأبرز في صوري ففي حركة الضوء والظل والمساحات المفتوحة والأبعاد اللامتناهية يكمن سحر الصورة.”
وأوضح هارفي أن دراسته للتصميم الغرافيكي ساعدته على تصميم صوره وفقاً لمقاييس خاصة وتخطيط مسبق قد يستغرق شهوراً. وحول مدى الحرية في التقاط “صور تحت الطلب” قال هارفي: “أفضل أن أبذل جهداً كبيراً لإقناع العميل بقبول صوري بدل أن أتنازل عن معاييري في جودة وجمال الصورة.”
وأشار هارفي إلى أن عمله زاده شغفاً بالصور التي تنشر على صفحتين متقابلتين موضحاً أن الكثير من صور الأغلفة كانت عبارة عن مجموعة صور متلاصقة تفضي في النهاية إلى خدمة الهدف من الصورة.
وحول التصوير الفوتوغرافي للإعلانات، قال هارفي: ” أحب التحدي الذي يضعني أمام محاولة فهم ما يدور في عقل المدير الفني. في بعض الأحيان يكون التعامل مع المخرجين الفنيين صعبًا. على سبيل المثال، تلقيت مرة نبذة مختصرة عن إحدى الإعلانات، وكانت النبذة تقول: يجب أن تكون الصورة دافئة وناعمة، وهذا الطلب يحتمل الكثير من المعاني ولا يوصل أي رسالة واضحة”.
وأخذ هارفي الحضور إلى ما يحدث خلف الكواليس في الحملات الدعائية الضخمة، وشاركهم خلال الجلسة بسلسلة من الأفكار الأولية والاجتماعات التحضيرية التي تعقد قبل جلسات التصوير، وتطرق إلى طريقة اختيار الألوان المناسبة للحملات الإعلانية، واختيار العارضات والعارضين. وكشف عن التحديات التي واجهها في توفير الضوء الطبيعي لصوره ليمنحها سحراً فريداً، والحيل التي لجأ اليها لتحقيق هدفه قائلاً: “عالم الإعلانات يتيح للمصور فرصة تغيير موقع الشمس ليحظى بصورة مثالية”.