في أمسية ساحرة مليئة بالمشاعر تفاعل زوّار معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذين حضروا الجلسة التي أدارتها الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري، مع الشاعر المصري هشام الجخّ الذي قدّم قصائده المشحونة بالعاطفة والحنين إلى الماضي، والتي تتناول موضوعاتٍ مثل وحدة صف العرب وأحوالهم اليوم والتحديات التي تواجههم والمساواة بينهم جميعًا ونبذ التفرقة والعنف.
وحين طَلَبَ منه أحد الحضور إلقاء إحدى قصائده التي تنتقد الوضع الداخلي المصري، رفض الشاعر إلقاء أي قصيدةٍ من هذا النوع، مُشدّدًا على أنه يرفض قطعًا قراءة أي قصيدة عن الوضع الداخلي في مصر، وهو خارج مصر. وأكّد أنه إن أراد ذكر مصر وهو ليس متواجدًا على أرضها، فلن يصفها إلّا بـ” أم الدنيا”، أما لو كان في بلاده فإنه سينتقدها كما يشاء. مبينًا أنّ هذا كان موقفه دائمًا، حتى في الدورات السابقة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، مُحيلًا الحضور إلى عام 2010، حين حدث نفس الموقف.
وشارك الحضور الجخ، في إلقاء قصائده، وطالبوا قصائد معينة منه، ليستجيب لهم الشاعر ويقرأ على مسامعهم، قصائد مثل “أيوة بغير” و”التأشيرة” و”إلى قبة الشام-دمشق” و”تيودورا” وقصيدته الأكثر شهرة “طبعًا مصلتش العشا” والتي قدّمها بأداءٍ عاطفي أثّر بشدّة في الحضور، وهي قصيدة مُهداة إلى والدته الراحلة، ومكوّنة من خمسة مشاهد، يروي في كل مشهدٍ منها، محطّاتٍ مختلفة من طفولته ومراهقته وشبابه، وذكرياتٍ انتصارت العرب في معارك ضد عدوّهم، ولحظاتٍ مؤثّرة مع والدته.
واستحضر الجخ ذكرياته مع معرض الشارقة الدولي للكتاب، مُعربًا عن انبهاره بتنظيم العاصمة العالمية للكتاب 2019، لهذا الحدث الاستثنائي، ومشيدًا بالتنوّع المذهل لفعاليات المعرض، ومتوقًعا نجاحًا لا يمكن مضاهاته. وذكّر الحضور بأنه يحل ضيفًا على المعرض للمرة الثالثة، حيث كان ضيفًا سابقًا في الدورة التاسعة والعشرين (عام 2010) والدورة الواحدة والثلاثين (عام 2012).