أطلق “الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم”، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي يوم أمس الاثنين الموافق 10 يوليو مشروع “سُحُب دبي الرقمية” الهادف إلى توفير بنية رقمية رائدة عالميًّا تتسم بالكفاءة والمرونة والثقة العالية، في خطوة تسهم في ترجمة رؤية “الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم”، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في ترسيخ مكانة دبي عاصمةً للاقتصاد الرقمي، ضمن منظومة رقمية موثوقة وقوية.
وقد حضر “الشيخ حمدان” توقيع اتفاقيتيّ شراكة بين “هيئة دبي الرقمية” وكلٍ من شركة “مورو”، مركز البيانات للحلول المتكاملة، التابعة لـ”ديوا الرقمية”، الذراع الرقمي لهيئة كهرباء ومياه دبي، ورائدة البرمجيات العالمية، “مايكروسوفت”، لإطلاق المشروع.
عاصمة الاقتصاد الرقمي
وبحسب الموقع الإلكتروني الرسمي للشيخ حمدان أكد ولي عهد دبي في هذه المناسبة التزام حكومة دبي بالابتكار وتعزيز مقوماته في مختلف القطاعات الحيوية، كذلك التزامها بمواصلة الاستثمار في التطوير التقني وتبنّي الحلول الذكية تحقيقًا لرؤية “الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم” أن تكون دبي عاصمة عالمية للاقتصاد الرقمي، وبما يدعم النمو الاقتصادي ويسهم في تحسين جودة الحياة لجميع أفراد المجتمع، عبر الوصول بالخدمات الحكومية إلى أعلى مستويات الجودة والكفاءة.
وأعرب “الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم” عن تقديره لكافة الجهود والأفكار التي من شأنها دفع مسيرة التطوير الرقمي قدمًا وتسريع وتيرة التحول الرقمي وفق أفضل الممارسات والمعايير العالمية، بما لذلك من أثر في الارتقاء بمنظومة العمل الحكومي وزيادة كفاءتها وتعزيز أدائها بما يعود بالنفع على المجتمع، وأشاد بمبادرات ومشاريع حكومة دبي التي تخدم في ترسيخ دعائم بنية تحتية رقمية قوية وتوفير خدمات حكومية ذكية من أجل ضمان تجربة رقمية متميزة تلبي احتياجات المواطنين والمقيمين وكذلك الزوار لتكون دبي دائمًا المدينة الأفضل للعيش والعمل والزيارة.
تسريع عملية التحول الرقمي والابتكار
من جهته قال “سعيد محمد الطاير” العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي:” نفخر بالشراكة مع دبي الرقمية لتوفير الخدمات السحابية للجهات الحكومية بدبي من خلال خدمة سحابة مورو الحاصلة على أعلى المعايير الأمنية المحلية والعالمية والتي تُدار من قبل موظفينا من أصحاب الكفاءة والحاصلين على العديد من الشهادات العالمية المعتمدة في مجال التقنيات الرقمية، وتركز خدمات “مورو” الرقمية المتقدمة على إنجاح المؤسسات الحكومية والخاصة في رحلة التحوّل الرقمي في دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط، وستسهم سحابة مورو في تسريع عملية التحول الرقمي والابتكار وتقليل النفقات. وتتميز سحابة مورو بأنها تُدار من خلال مراكز بيانات محلية خضراء محايدة للكربون ما سيسهم في مساعدة الجهات الحكومية للوصول لمستهدفاتها الاستراتيجية فيما يتعلق بالحياد الكربوني”.
تسريع عملية التحول الرقمي
فيما قال “حمد عبيد المنصوري” مدير عام هيئة دبي الرقمية:” يعد هذا المشروع محطة متقدمة على طريق ترسيخ المكانة العالمية لدبي بوصفها المدينة النموذج والتجربة الملهمة في التحول الرقمي لخدمة المجتمع وقطاع الأعمال. كما يقدم المشروع مثالاً حيًّا على الشراكة الفاعلة بين القطاعين الحكومي والخاص بما يعزز الحياة الرقمية الشاملة والمتكاملة التي تعود فوائدها على الجميع، وسيسهم المشروع في تمكين الجهات الحكومية في دبي في تسريع عملية التحول الرقمي، حيث سيتم تزويد فرق العمل بالأدوات والمعرفة اللازمة لتحقيق أهدافها من خلال اعتماد تقنيات الحوسبة السحابية، وبالتالي الوصول إلى أفضل المستويات للخدمات الحكومية”.
سحب دبي الرقمية
أما “نعيم يزبك” مدير عام شركة مايكروسوفت الإمارات فقال:” تعتبر الحوسبة السحابية إحدى أهم الأدوات التي لها قدرة عالية على إكساب خدمات القطاع الحكومي حُلة جديدة، وتعزيز أمنها الرقمي، وبالتالي تمكين المواطنين من الاستفادة من هذه الخدمات. تتيح السحابة الرقمية إمكانية الوصول إلى حلول جديدة ومبتكرة، واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، كما توفر إمكانية زيادة أو تقليص حجم الموارد المستخدمة في السحابة حسب الحاجة الفعلية للخدمة، وتعد منصة مثالية للتعاون ومشاركة البيانات. ونحن ملتزمون في مايكروسوفت بتوفير أفضل الحلول الآمنة والموثوق بها والقابلة للتطوير من خلال سحابة أزور. وسنواصل جهودنا بتزويد عملائنا على مستوى الإمارة وخارجها بأفضل الحلول المتقدمة”.
ولتحقيق أهداف المشروع، وقعت دبي الرقمية أولى اتفاقياتها مع كل من مورو، وشركة مايكروسوفت، وهي مستمرة في التعاون والشراكة مع باقي شركاء النجاح من القطاع الخاص.
ومن خلال هذه الشراكات ستقدم مورو الخدمات السحابية من خلال منصتها moro cloud والتي تتوافق مع أفضل الممارسات العالمية، ما يسهم في تقليل التكلفة الإجمالية للبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات في دبي، وتوفير منظومة من التقنيات الناشئة والخدمات السحابية لدعم عملية التحول الرقمي بشكل أسرع وأسهل.
وتتعاون مايكروسوفت مع دبي الرقمية على دعم المشروع من خلال الاستفادة من منصة Microsoft Azure للحوسبة السحابية وتوفير منصات خاصة للجهات الحكومية لضمان أعلى مستويات الأمان والحوكمة والامتثال للوائح وسياسات دبي الرقمية، بالإضافة إلى الشراكة بين الجانبين في برنامج المهارات الرقمية.
وستعمل “دبي الرقمية” من خلال المشروع على تزويد الجهات الحكومية بالأدوات والمعرفة وأفضل الممارسات، بالإضافة الى صياغة السياسات والمعايير الأمنية لمزودي الخدمة والجهات الحكومية، واعتماد المزودين وفقًا لذلك. ومن جهة أخرى ستعمل على دعم الجهات الحكومية لإعطاء الأولوية للانتقال إلى “سُحُب دبي الرقمية”، واختيار مزودي الخدمة المعتمدين وفقاً لمتطلبات كل جهة وأهدافها.
بنية رقمية رائدة عالميًّا
يذكر أنّ المشروع يتكون من سحابات رقمية متعددة ستسهم في توفير مستوى رفيع من المرونة، وكفاءة تشغيلية عالية، وكذلك اختيار أفضل الحلول ما بين السحابة الخاصة والعامة، كما يتضمن المشروع مزودي خدمات متعددين سيعملون على رفع مستوى الخدمة والتنافسية، وتوفير أكثر من خيار للجهات الحكومية لمزودي الخدمة.
ويهدف مشروع “سُحُب دبي الرقمية” إلى توفير بنية رقمية رائدة عالميًّا تتسم بالكفاءة والثقة والمرونة معززة بأحدث التقنيات السحابية، إلى جانب رفع كفاءة الخدمات الحكومية، من خلال توفيرها بشكل أسرع وبجودة عالية ضمن قيمة تشغيلية منخفضة التكاليف. بالإضافة إلى معالجة مخاطر وأمن المعلومات عبر اتباع وتطبيق أفضل معايير وسياسات الأمن السيبراني، فضلاً عن خلق بيئة ممكنة وداعمة للاقتصاد الرقمي في إمارة دبي، ودعم صنّاع القرار في اختيار أفضل الحلول.