ضمن فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل التي تستمر حتى 28 أبريل المقبل، استعرضت ندوة “أعشق تاريخي” أهمية الكتابة التاريخية للطفل، والأدوات التي يجب على المؤلف أن ينحاز لها في انجازه لهذا النوع من الأدب باعتباره حلقة الوصل بين ماضي وحاضر الأجيال.
واستضافت الندوة التي أدارها الكاتب محمد أبو عرب كلّ من الدكتور هيثم يحيى الخواجة، باحث ومتخصص في مجال أدب الطفل، والكاتبة الروائية الإماراتية نادية النجار، صاحبة رواية مدائن اللهفة، وثلاثية الدال، والكاتبة الهندية ناتاشا شارما المتخصصة في مجال الكتابة للطفل، والحائزة على جوائز عديدة في أدب الطفل والناشئة.
واستهلّ الدكتور الخواجة حديثه بالإشارة إلى أن تاريخ العرب مظلوم في أدب الأطفال، ويكاد يكون غائباً، في إشارة إلى أن مجالات التدريس كانت تعتمد على مبدأ التلقين والحفظ، داعياً إلى قفزة نوعية تسهم في إبراز التاريخ، وتوضيح وتبسيط مفاهيمه للأجيال الجديدة ليتسنى لهم معرفة ماضيهم بشكل واضح.
وتابع الخواجة:” الحديث عن التاريخ أمر معمّق، ولا يمكننا التخلي عن الماضي كما لا يمكننا التخلي عن المستقبل، فالهوية الصغيرة هي مفتاح الهويات الكبرى، فهي الخطوة الأولى للانفتاح على الآخر كوننا في هذا العالم نتبادل المعارف والثقافات بين بعضنا البعض بما ينسجم مع انسانيتنا وعمقنا التاريخي”.
وأكد الخواجة أن الكتابة في مضمار التاريخ تحمل الكثير من الصعوبات، وهناك إشكاليات لا حصر لها حيث يجب على الكاتب أن يتمتع بالمصداقية، والشفافية، والأمان في نقل الصورة التاريخية للأطفال، إلى جانب اختيار الشخصية المناسبة، وتبسيطها وتقديمها بشكل محبب للطفل.
ولفت الخواجة إلى أنه على الكاتب الحقيقي أن يعايش طفل اليوم لا طفل الأمس، وأن يكتب للأطفال في هذا الزمان لا عن طفولته الخاصة، مشيراً إلى أن كتّاب التاريخ يميلون للكتابة عن أنفسهم في زمن طفولتهم وهذا أمر يؤدي إلى إيجاد خلل في الكتابة التاريخية، منبّهاً إلى ضرورة احترام أطفال اليوم، وأن يتم تقديم أبطال يستطيعوا أن يقتنعوا بها لا أبطال سيمرون من أمامها مرور الكرام.
ومن جانبها أشارت الكاتبة الإماراتية نادية النجار إلى أن المكتبات العربية بحاجة إلى كتب تاريخية مشوقة للأطفال، تستهدف عقولهم وخيالهم وتثريها، مشيرة إلى أن التاريخ العربي والإسلامي غنيّ بالمضامين ويمهد الطريق أمام المبدعين للاستفادة من جميع هذه المقدرات المعرفية والثقافية وتوظيفها بشكل مثالي لتقديم أعمال تاريخية مختلفة تخدم مخيلة الأطفال وتثري مخزونهم الفكري والمعرفي.
وبدورها علّقت الكاتبة الهندية ناتاشا شارما بالقول:” من الجميل أن نناقش كيف يكون التاريخ مهماً للأطفال، ولسوء الحظ هناك توجه تربوي في المدارس بتلقين التاريخ وجعله مادة صلبة وجامدة لمخيلة وعقول الصغار وهذا يسهم في ابتعاد الأجيال الجديدة عنه”
وتابعت:” دراسة التاريخ تسهم في تفتيح خيال القارئ نحو المستقبل، فالنفس البشري تبحث دوماً عن الجذور، يهمها أن تعرف من أي بذرة أساسية ولدت، وهناك طرق كثيرة لرواية وتسجيل التاريخ بطرق مبسطة وشرح أحداثها من خلال سرد يمتاز بالايقاع المبسّط والسريع لشدّ انتباه الأطفال”.