أعلنت شركة رويال فيليبس عزمها تسليط الضوء على رؤيتها الخاصة بمستقبل قطاع الرعاية الصحية، والتي يُمكن تحقيقها من خلال مراكز التحكم التعاونية السريرية القائمة على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، والحلول الرائدة في ميدان التطبيب عن بُعد، وذلك خلال مشاركتها في مؤتمر ومعرض الصحة العربي 2021، وللحديث حول هذا الموضوع التقت “كل العرب” بالدكتور سمير سعيد، المدير العام لحلول الرعاية المتصلة ونظم المعلومات الصحية لدى فيليبس في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا.
- ما هي القطاعات الطبية التي يستخدم فيها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي؟
يُعتبر الذكاء الاصطناعي أحد أوجه التطور الإيجابي فهو يوفر مجموعة من المزايا ومنها دوره كمنصة لتطوير الأنظمة والحلول القادرة على الاستشعار والتحليل والتصرف والتكيف من أجل المساعدة في أداء المهام المعقدة والمكررة.
وإضافة إلى ذلك، يُمكن لدمج الذكاء الاصطناعي مع المعارف السريرية والتخصصية المعمقة أن يُسهم في تحويل البيانات إلى رؤى قابلة للتطبيق وقادرة على دعم عملية اتخاذ القرار. ومن الأمثلة على ذلك، أنظمة الإنذار المبكر التي تُنبه إلى تدهور حالة المرضى وتُتيح الفرصة للتدخل والعلاج في مرحلة مبكرة.
حرصنا في فيليبس على مدى أعوام مضت على تطوير مفهوم الرعاية المتصلة ما عزز من قدرتنا على مساعدة شركائنا خلال الأزمة الصحية العالمية. ويتطلب هذا المفهوم تطوير مجموعة من الأنظمة المتكاملة والشراكات القوية الكفيلة بدعم تدفق البيانات والتحليلات بسلاسة بين مزودي الرعاية في مختلف البيئات. وأسهمت أزمة كوفيد-19 على مدار العام الماضي في إبراز هذه الحاجة في أوساط العملاء ومزودي الرعاية ومرضاهم أسرع من أي وقت مضى.
وفي ضوء الواقع الجديد الذي نعيشه، تبرز الحاجة إلى دفع النظام ككل نحو مرحلة جديدة من الرعاية الصحية القائمة على القيمة، أي تحويل مفهوم تقديم الرعاية من التركيز على عدد المرضى إلى التركيز على جودة الرعاية المقدمة لهم، فضلاً عن إعادة صياغة الحوافز المالية لتقديم نتائج أفضل للمرضى. وتحقيق إمكانات الرعاية المتصلة من خلال زيادة التركيز على مزايا الرعاية الصحية عن بُعد في حالات الرعاية الحادة والوقائية؛ ومنح الأولوية للرعاية الصحية بشكل عام بدلاً من الرعاية في فترات المرض، نظراً للتداخل بين قطاع الرعاية والقطاعات الاستهلاكية.
ومن جانب آخر، سلطت أزمة كوفيد-19 الضوء على الحاجة إلى الحلول المستدامة والسلسة. ولا بد لك أن تثق بقدرتك على مواصلة تقديم الرعاية حتى في حال حدوث أي اضطرابات في سلسلة التوريد. وقامت فيليبس بتطوير فيليبس بلوسيل ماغنيت أول جهاز من نوعه في القطاع للتصوير بالرنين المنغاطيسي بقوة 1.5 تسلا، في محاولة للتخلص من أيّ مخاوف محتملة حول المشاكل المتعلقة بغاز الهيليوم والتي ترتبط عادة بتصاميم الأجهزة التقليدية. كما تهدف الشركة من خلال هذه الخطوة إلى دعم استمرارية خدمات التصوير بالرنين المغناطيسي وإلغاء الحاجة للاعتماد على ندرة إمدادات الهيليوم من أجل تقديم خدمات الرعاية الصحية الأساسية خلال أزمة كوفيد-19 وبعدها.
ونؤمن في فيليبس بأنّ مستقبل قطاع الرعاية الصحية يتمحور حول توفير الحد الأقصى من فرص التطور التكنولوجي، بحيث تتحول الرعاية القائمة على القيمة إلى واقع نعيشه يومياً؛ ما يعكس ضرورة الاستثمار في مزايا الرعاية الصحية عن بُعد وزيادة فرص الوصول إلى مقدمي الرعاية الصحية المتخصصين الذين يُعانون من نقص الإمدادات، وضمان توفير التعاون الوثيق بينهم.
- حدثنا عن آليات النهوض بقطاع الرعاية الصحية في عالم ما بعد كوفيد 19 ؟
دفعت أزمة كوفيد-19 العالم نحو التركيز على مزايا الرعاية الافتراضية، وأبرزت قيمتها كعامل تمكين قابل للتطوير بما يعزز إمكانية توفير الرعاية الصحية عالية الجودة في بيئات وظروف محدودة الموارد، وهو ما زاد الحاجة إلى تطوير نظام رعاية صحية أكثر مرونة وشمولاً. وسُرعان ما اعتمدت مُختلف المجتمعات في جميع أنحاء العالم سُبل الرعاية الافتراضية ومنهج التعاون مع جهات أخرى بوصفها بديلاً آمناً ومُريحاً للطرق التقليدية لتقديم الرعاية.
- ما هي المزايا الحديثة في برنامج وحدات العناية المركزة الإلكترونية؟ وهل ستحقق نفس النتائج الصحية للمريض ام لا؟
ويُعد برنامج وحدة العناية المركزة الإلكترونية من فيليبس برنامجاً ثورياً مختصاً في الرعاية الصحية ويتمحور حول وحدة العناية المركزة عن بُعد، كما يجمع بين حلول التكنولوجيا السمعية البصرية والتحليلات التنبؤية وتصوير البيانات والقدرات المتقدمة لإعداد التقارير، التي يوفرها خبراء فيليبس ممن يتمتعون بسجل حافل من النجاحات المستمرة منذ أكثر من 15 عاماً. وكان برنامج وحدة العناية المركزة الإلكترونية من فيليبس قد نجح على مدى 15 عاماً مضت في رصد أكثر من 4,25 مليون حالة استشفاء للمرضى.
ومن السهولة بمكان اليوم أكثر من أي وقت مضى التأكد من قدرة وحدة العناية المركزة عن بُعد على إضافة القيمة والحد من التكاليف المحتملة؛ ومع ذلك، ما زلنا أمام رحلة طويلة ومليئة بالتحديات على ما يبدو لاعتمادها. وكانت وحدات العناية المركزة عن بُعد تتطلب قدراً كبيراً من الاستثمارات الأولية في الماضي. غير أنّ النموذج المتوفر اليوم أصبح في متناول جميع المستشفيات بمختلف أحجامها وقدراتها التشغيلية والفنية ومواردها المتاحة للتوظيف في أقسام العناية المركزة.
وانطلاقاً من إدراكنا لهذه النقطة، نُقدم برنامج التوعية حول وحدة العناية المركزة الإلكترونية من فيليبس بهدف ربط المؤسسات الأصغر حجماً بخدمات الرعاية الصحية عن بُعد والتي تُديرها برامج وحدة العناية المركزة الإلكترونية في
المنشآت الأكبر حجماً. كما نُساعد في تأسيس شراكة مع إحدى المنشآت التي تستخدم برنامج وحدة العناية المركزة الإلكترونية من فيليبس، بحيث تستطيع المؤسسات الأصغر حجماً تأمين المراقبة اللازمة لمرضى الرعاية الحرجة لديها والاستفادة من مزايا البرنامج بتقديم الحد الأدنى الممكن من الاستثمار فيها.
ومن خلال الشراكات الاستراتيجية، يمكن للفرق الطبية والإدارية حشد جميع إمكاناتهم الحالية أو استكمالها من أجل تنفيذ برنامج عناية مركزة عن بُعد وتحقيق خيار الاستدامة المالية الذي يسهم في تحسين نتائج وحدات العناية المركزة.