على حسن إبراهيم شاعر بحرينى ترك بصمة لامعة في أول مشاركة له في مهرجان الشارقة للشعر العربي في دورته ال18، حيث لاقت قصائده تفاعلاً متميزاً مع الجمهور من متذوقي الشعر والكلمة، حصد العديد من الجوائز الخليجية والمحلية، وصعد بنصوصه إلى المراحل الأخيرة في البرنامج التلفزيوني أمير الشعراء.
وفى حواره مع مجلة “كل العرب” قال: أسلك مسيرتي بإرادة بالغة على أثبات الذات، وعلى الرغم مواجهة بعض الصعوبات في البدايات، إلا أنى تجاوزت هذه المرحلة، بإصرار وعزيمة، وأبحث دائماً عن التميز والتفرد، وأقرأ للعديد من رواد الزمن الجميل لأرتوي من عذوبة كلماتهم وأصالتها، وما زالت أطمح في الكثير من التقدم، فأنا حتي الآن أعتبر نفسي في محطتي الأولى، وأعمل الآن على ديواني الشعر الأول الذي سيظهر للنور قريباً تحت عنوان “شهوة المسكوت عنه”، ومن كلمات قصائدة:
قهوتي مرَّةٌ وذكركَ حلوُ
عنْ سواهُ
ينتابُ ذوقيَ سهوُ
بكَ أبصرتُني وفيكَ أراني
لو يغيمُ المدى فوجهكَ صحوُ
أنا لا جلدَ لي سواكَ
وروحي زغبٌ أبيضٌ
وحسِّيَ فروُ
قافزٌ بينَ غيمتينِ
ولي فوقَ متونِ السِّماءِ
وثبٌ وعدوُ
خافقي ناعمٌ وعقليَ خشنٌ
وبعيني طفلٌ
أمانيهِ : لهوُ
في شفاهي جمرٌ
وبينَ ضلوعي خيمةٌ
حولَها تسمَّرَ بدوُ
قلتُ في غيرك الكثيرَ
ولكن كلُّ ما قلتُهُ بإلاَّكَ
لغوُ
عاجزٌ عنكَ، عاجزٌ عنكَ جدًا
بكَ لم يسعفِ القوافيَ
حذوُ
نَظَراتي تثلَّجتْ وسؤالي:
أنت ما أنت ..؟
ما لمثلكَ صنُو ..!
أعجمتْ عنكَ أحرفي عارياتٍ
لم يعنها عليكَ صرفٌ ونحوُ
لكَ بحرانِ لا يهبَّانِ
إلاَّ ذَرياني
وكيفَ يُجمعُ ذروُ ..؟
يا غزيرَ الجمالِ
إنَّكَ بئرٌ لا قرارٌ لَها
وإنِّيَ دلوُ ..!
ألقِ عصفورةَ التمنِّي نبيًا
واعبرْ المستحيلَ
فالغيبُ رهوُ
وانسكب خمرةً على شفتي
كُنْ صفوَ عيشي
إنْ ثمَّ في العيشِ صفوُ
أنا لولا مخافةُ الشِّركِ
آمنتُ بألاَّ سواكَ
للحبِّ كفوُ ..!
عنكَ حدَّثتني وما ملَّ سمعي
كنتُ سكرانَ
والأحاديثُ شدوُ
أنتَ شيءٌ لم أمتلكْ منهُ شيئًا
لكَ ملئي
وإنَّني منك خِلوُ
حينَ حاولتُ خلقَ نصٍّ بكَ
احترتُ كثيرًا
وانتابَ خلقيَ محوُ
يا ثرىً ليسَ كالثرى
قدمي ما وطأتهُ
وكيفَ يوطأُ علوُ ..؟
والمحبونَ فرطَ ما لثموهُ
لم يعدْ في خطى المحبينَ خطوُ
يا ثرىً ليسَ كالثرى
لا أغنَّيهِ
ففي الأغنياتِ حزنٌ وشجوُ
حينَ أعنيهِ فهوَ فوقَ المعاني
وطنٌ
لم يحطهُ بحرٌ وجوُ ..!
وفى الختام اعرب الشاعر البحريني عن سعادته لمشاركته الأولى في مهرجان الشارقة للشعر الشعبي في دورته الـ18، الذي يضم كوكبة متميزة من شعراء الوطن العربي والنقاد ومتذوقي الكلمة الشعرية، موجهاً رسالة تقدير لجميع المنظمين والقائمين على هذا العرس الثقافي الفني، وأشاد بأن هذه المهرجانات والفاعليات هي التي تدعم وتشجع المواهب الشابة وتضعهم على الطريق الصحيح، وتساعدهم على تطوير أدواتهم ومفرداتهم الشعرية.
تحية كبيرة لهذا الشاغر الجميل روحا ونصا
, 🌹🌹